تعادل مجنون بستة أهداف يحسم قمة برشلونة وإنتر في دوري الأبطال
تعادل مجنون بستة أهداف يحسم قمة برشلونة وإنتر في دوري الأبطال
في ليلة كروية أوروبية لا تُنسى، احتضن ملعب “لويس كومبانيس” الأوليمبي ببرشلونة قمة ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بين برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي، والتي انتهت بنتيجة تعادل إيجابي مثير قوامه ستة أهداف (3-3). هذه النتيجة المجنونة تركت الباب مفتوحًا على مصراعيه لموقعة الإياب الحاسمة المقرر إقامتها في إيطاليا يوم الثلاثاء الموافق السادس من مايو المقبل.
لم ينتظر إنتر ميلان طويلًا ليصعق جماهير البلوغرانا بهدف مبكر للغاية، فبعد مرور أربعين ثانية فقط من صافرة البداية، انطلق الفريق الإيطالي بهجمة مرتدة خاطفة قادها المتألق لاوتارو مارتينيز، الذي أرسل تمريرة حريرية وضعت الظهير الأيمن دومفريس خلف خط دفاع برشلونة المتقدم. دومفريس بدوره أرسل كرة عرضية أرضية لم يتمكن المدافع الفرنسي جول كوندي من إبعادها بالشكل الأمثل، لتعود الكرة إلى دومفريس الذي مررها مجددًا بذكاء إلى المهاجم الفرنسي ماركوس تورام، ليحولها الأخير بكعب القدم بطريقة فنية رائعة إلى داخل الشباك، مُعلنًا عن تقدم مبكر للضيوف.
حاول برشلونة استعادة توازنه سريعًا، وكاد أن يدرك التعادل في الدقيقة الثانية عشرة بعد تمريرة أرضية متقنة من النجم الشاب لامين يامال إلى الجناح البرازيلي رافينيا، الذي استلم الكرة داخل منطقة الجزاء وسدد بقوة نحو المرمى، لكن كرته مرت بجوار القائم الأيمن لحارس إنتر.
واصل إنتر ميلان ضغطه الهجومي وتمكن من مضاعفة تقدمه في الدقيقة الحادية والعشرين، إثر ركلة ركنية نُفذت بعناية فائقة. ارتقى الظهير الأيمن الهولندي دينزل دومفريس عاليًا مستغلًا سوء الرقابة الدفاعية، وحول كرة مرتدة بضربة مقصية خلفية رائعة استقرت في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، ليُشعل حماس لاعبي وجماهير النيراتزوري.
رد برشلونة جاء سريعًا ومميزًا، وفي الدقيقة الرابعة والعشرين خطف النجم الصاعد لامين يامال الأضواء بهدف فردي مذهل. استلم يامال الكرة على حافة منطقة الجزاء من الجهة اليمنى، وراوغ بمهارة فائقة ثلاثة مدافعين من لاعبي إنتر ببراعة وسرعة، قبل أن يُطلق تسديدة مقوسة بقدمه اليسرى سكنت الزاوية اليسرى لمرمى إنتر بعد أن ارتطمت بالقائم، مُقلصًا الفارق ومُعيدًا الأمل لجماهير البلوغرانا.
يامال واصل تألقه وكاد أن يُدرك التعادل بنفسه بعد دقائق قليلة، حيث راوغ الظهير الأيسر لإنتر فيديريكو ديماركو ببراعة وسدد كرة صاروخية قوية ارتطمت بالعارضة الأفقية، ليُهدر فرصة ذهبية لتسجيل هدف التعادل وسط حسرة كبيرة من جماهير برشلونة.
وفي الدقيقة الثامنة والثلاثين، نجح برشلونة أخيرًا في معادلة النتيجة بعد كرة مقوسة رائعة لعبها صانع الألعاب الشاب بيدري إلى القائم البعيد، ليحولها الجناح البرازيلي رافينيا برأسية عرضية متقنة لتجد أقدام المهاجم الإسباني فيران توريس الذي أسكنها الشباك بسهولة، مُعيدًا المباراة إلى نقطة البداية ومُشعلًا حماس الجماهير الكتالونية.
شهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول ضربة موجعة لبرشلونة، بعد تعرض المدافع الفرنسي الصلب جول كوندي لإصابة قوية وسقوطه على أرضية الملعب، ليضطر المدرب الألماني هانسي فليك إلى استبداله بالمدافع الشاب إريك جارسيا في الدقيقة الثانية والأربعين.
وانتهى الشوط الأول المثير والمجنون بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق (2-2)، ليُبقي الترقب والإثارة على أشدهما في الشوط الثاني.
ومع بداية الشوط الثاني، كان برشلونة قريبًا من التقدم لأول مرة في المباراة في الدقيقة الرابعة والخمسين، حينما التقط بيدري كرة ساقطة على حدود منطقة الجزاء وسددها قوية، لكن كرته مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى إنتر.
عاد إنتر ميلان ليُعيد التقدم في النتيجة في الدقيقة الرابعة والستين، عبر ركلة ركنية نُفذت بذكاء من قبل لاعب الوسط التركي هاكان تشالهان أوغلو، ليُرتقي لها الظهير الأيمن دينزل دومفريس مجددًا على القائم البعيد ويحولها برأسية متقنة إلى داخل الشباك، مُسجلًا هدفه الثاني في المباراة ومُعيدًا التقدم للفريق الإيطالي.
رد برشلونة لم يتأخر سوى دقيقتين فقط، وجاء بطريقة رائعة عبر هدف صاروخي من الجناح البرازيلي رافينيا. فمن ركلة ركنية أرضية ذكية وصلت إلى النجم الشاب لامين يامال الذي ترك الكرة تمر ببراعة بين قدميه، لتصل إلى رافينيا الذي أطلق قذيفة مدوية في الزاوية العليا لمرمى إنتر، اصطدمت بالعارضة قبل أن تصطدم بظهر الحارس السويسري يان سومير وتعانق الشباك، مُعلنًا عن التعادل الثالث في المباراة.
وفي الدقيقة الحادية والسبعين، سنحت فرصة خطيرة لإنتر ميلان بعد تمريرة متقنة وضعت المهاجم الفرنسي ماركوس تورام في وضع انفراد تام بالمرمى، لكنه سدد كرة ضعيفة نجح المدافع الشاب باو كوبارسي في التصدي لها وإبعاد الخطورة في الوقت المناسب.