حرب المسيرات في السودان: بين الواقع العسكري والتضليل الإعلامي

0

بات استخدام الطائرات المسيرة (الدرون) سمة مميزة للحروب الحديثة، والصراع الدائر في السودان ليس استثناء من هذه القاعدة. فمن الطبيعي في سياق حرب مدن ونزاع مسلح أن يلجأ الأطراف المتنازعة إلى استخدام هذه التقنية لما توفره من قدرات استطلاعية وهجومية بعيدة المدى. ومع ذلك، يرى مراقبون أن التغطية الإعلامية لبعض حوادث استخدام المسيرات في السودان تتجاوز التغطية الموضوعية للأحداث إلى تضخيمها واستغلالها في أجندات سياسية وإعلامية محددة.

يشير البعض بوضوح إلى أن السودان يتعرض لما يصفونه بـ “عدوان إماراتي” عبر دعم قوات الدعم السريع وتزويدها بالأسلحة والتقنيات، بما في ذلك الطائرات المسيرة. ويستند هذا الاتهام إلى تقارير واستخبارات تشير إلى دور إماراتي في تأجيج الصراع. وفي هذا السياق، يستبعد أن تمتلك الميليشيات بمفردها القدرة اللوجستية والتقنية على تشغيل طائرات مسيرة استراتيجية أو انتحارية متطورة، مما يعزز فرضية وجود دعم خارجي.

وقد شكل الهجوم الأخير الذي استهدف مطار بورتسودان المدني نقطة تحول مهمة في هذا الصراع. فاستهداف منشأة مدنية حيوية كهذه يمثل تصعيدًا خطيرًا وقد يدفع الجيش السوداني إلى إعطاء أولوية قصوى لمواجهة تهديد الطائرات الإماراتية المسيّرة وتحييده بشكل سريع وحاسم، وهو ما يعتبره البعض أمرًا مؤكدًا في المرحلة القادمة.

لكن الجانب “غير الطبيعي” في هذه الأحداث، وفقا للرأي المطروح، يتمثل في الدور الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام، ويشار إليها هنا بـ “قناة الخبث”، في “زعزعة استقرار المواطنين بنشر الشائعات”. ويستشهد تحديدا بتصريح الصحفية لينا يعقوب حول عدد الطائرات المسيّرة التي استهدفت مطار بورتسودان، حيث يُتساءل عن مصدر معلوماتها ودقتها، وما إذا كانت تستند إلى حقائق أم إلى ترويج دعائي يخدم أجندة معينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.